تتعرض باكستان منذ أكثر من أسبوعين لأسوأ كارثة إنسانية لم تشهدها البلاد منذ حوالي 80 عاماً وذلك بسبب ارتفاع منسوب مياه نهر السند الذي سبب فيضانات شردت ملايين المدنيين الباكستانيين وخلفت ما يربو عن 1600 قتيل، ووفقاً لتقديرات الحكومة فإن عدد المتضررين بلغ 20 مليون.وأن 650 ألف منزل دمر، فيما أتلفت السيول المحاصيل الزراعية في 557 ألف هكتار من الأراضي اضافة الى مخزون باكستان من القمح والمواد الغذائية.
حالياً، تقف السلطات الباكستانية ومنظمات الإغاثة المحلية والإقليمية والدولية في حالة عجز وعدم قدرة كاملة عن السيطرة على الأوضاع وتداعياتها. وتقول آخر المعلومات بأن حالات وباء الكوليرا بدأت بالظهور مجدداً.
من المتوقع أن يتواصل هطول الأمطار الغزيرة خاصة على المناطق المنكوبة، مما يعزز احتمالات دمار المزيد من المنازل وجرف المحاصيل الزراعية.
تشير التقديرات أن باكستان تحتاج إلى نحو 2.5 مليار دولار لتمويل جهود الإغاثة وإعادة التأهيل، بينما لم تتلق سوى بعض الوعود من عدة دول.
وينتظر الباكستانيون في شهر رمضان الذي جرفت فرحته الفيضانات، تلبية اغاثتهم كما فعل الملك السعودي عبد الله بن عبدالعزيز الذي لبَى الدعوة وقام بالتبرع واقامة جسر جوي اغاثي عاجل. وكذلك منظمة الدول الإسلامية التي وجهت دعوة لأعضائها إلى المبادرة بدفع معونات عاجلة لمواجهة كارثة الفيضانات.أما الأمين العام
للأمم المتحدة قال: "عليكم دعم باكستان بكرم في هذا الوقت الصعب".
وبينما لا تزال الفيضانات تتسبب في نزوح السكان، والدمار، والمعاناة في باكستان، يقوم برنامج الأغذية العالمي بحشد جميع الموارد الممكنة لضمان حصول المتضررين على المساعدات الغذائية في أسرع وقت ممكن.
يخطط برنامج الأغذية العالمي للوصول إلى مليوني شخص وتزويدهم بالمواد الغذائية بحلول 20 أغسطس/آب، وذلك في المجتمعات المحلية التي تحتاج بشدة إلى الغذاء ويمكن لفرق الإغاثة الوصول إليها. وستحتاج بعض من تلك المجتمعات إلى مساعدات لفترة قصيرة فقط، ولكن العديد منها سيكون في حاجة للمساعدة لفترة لا تقل عن ثلاثة أشهر.
وقد أصدر برنامج الأغذية العالمي نداء لجمع 163 مليون دولار لتوفير الدعم الغذائي واللوجستي وتوفير الاتصالات في حالات الطوارئ من أجل التصدي للأزمة. ولدى البرنامج ما يكفي من الغذاء داخل باكستان لتوفير حصص غذائية لمدة شهر واحد لتلبية احتياجات 6 ملايين شخص (وهو إجمالي عدد السكان المتضررين من الفيضانات الذين يحتاجون إلى المساعدة الغذائية).
وتلقى البرنامج بالفعل مساهمات مؤكدة تبلغ 13.2 مليون دولار (حتى 10 أغسطس/ آب) – وهناك حاجة إلى الدعم العاجل من قبل المانحين للقيام بعمليات الشراء اللازمة لتأمين إمدادات مستقرة بعد أغسطس/آب.
خيبر باختون خوا
انتهت عمليات التقييم السريع للوضع الغذائي في جميع أنحاء إقليم خيبر باختونخوا، وتشير نتائج تلك العمليات إلى أن نحو 2.6 مليون شخص يحتاجون إلى الغذاء.
وتمكن برنامج الأغذية العالمي يوم الاثنين الماضي من إعادة تشغيل عمليات الطائرات المروحية لتوصيل الإمدادات الغذائية إلى مناطق وادى سوات العليا. وكان سوء الأحوال الجوية قد حال دون استمرار عمليات النقل بالطائرات أيام الجمعة والسبت والأحد إلى المناطق التي حاصرت فيها الفيضانات 600 ألف شخص. وتواصلت العمليات يوم الثلاثاء.
وعلى الرغم من الظروف المناخية المعاكسة، فبحلول مساء يوم الثلاثاء كان برنامج الأغذية العالمي قد تمكن من الوصول لما يقرب من 370 ألف شخص وتزويدهم بالإمدادات الغذائية لمدة شهر في المناطق الأكثر تضرراً من إقليم خيبر باختونخوا. وتشمل تلك الإمدادات البسكويت الغني الطاقة، والأطعمة الجاهزة من أجل الأطفال الرضع والأطفال الصغار، وكذلك دقيق القمح المضاف إليه المغذيات الدقيقة.
ويزداد عدد الأشخاص الذين يتم الوصول إليهم يومياً، وكذلك المناطق التي تغطيها عمليات توزيع المواد الغذائية.
عمليات أخرى
يقوم برنامج الأغذية العالمي أيضا بتوسيع نطاق المساعدات الغذائية المقدمة للمجتمعات المحلية المتضررة من الفيضانات في مناطق البنجاب، والسند، وبلوشستان.
ينتهي البرنامج من الاستعداد للقيام بعمليات توزيع في إقليم البنجاب على نحو 525 ألف شخص، وفي إقليم السند على نحو 300 ألف شخص. وستبدأ عمليات التوزيع في أجزاء أخرى منهما في غضون الأيام القادمة.
يُقدر برنامج الأغذية العالمي أن لديه ما لا يقل عن 200 شاحنة تتحرك على الطريق في نفس اللحظة لنقل المواد الغذائية في جميع أنحاء باكستان لتقديم المساعدات لضحايا الفيضانات. ويجرى أيضا إعداد الحمير للوصول إلى المجتمعات المحلية النائية للغاية التي لا يمكن الوصول إليها حتى بطائرة مروحية.
ومن أجل توسيع نطاق عمليات التوزيع في أسرع وقت ممكن، يقوم برنامج الأغذية العالمي بزيادة عدد المنظمات غير الحكومية الشريكة التي يعمل معها في جميع أنحاء المناطق المتضررة من الفيضانات.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن المخزون الغذائي، الموجود بالفعل ليستخدم في العمليات القائمة، الذي تبرعت به الجهات المانحة الرئيسية مثل الولايات المتحدة قد ساعد على ضمان دعم السكان في أسرع وقت ممكن.
لضمان إمدادات ثابتة من دقيق القمح لعملية التصدى لحالة الطوارئ، يقوم برنامج الأغذية العالمي بزيادة عدد المطاحن التي يستخدمها من 12 إلى 20 مطحناً.
كانت استجابة البرنامج سريعة بفضل الوجود الميداني العميق لبرنامج الأغذية العالمي وشركائه – حيث يوجد 19 مركزاً للإغاثة الإنسانية (التي كانت تحتوى على بعض المخزونات الغذائية) بالإضافة إلى شبكة من المنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية.
والان لماذا لاتكون زكاة رمضان لصالح منكوبى الفيضانات
نعم فهم احق الناس باكبر جزء من زكاة المسلمين فى رمضان